اِتّصال اللغات في الفكر اللساني الازدواج اللغوي في فلسطين أنموذجا
اِتّصال اللغات في الفكر اللساني الازدواج اللغوي في فلسطين أنموذجا
No Thumbnail Available
Date
2019-06-01
Authors
الشيخ ، أحمد
Journal Title
Journal ISSN
Volume Title
Publisher
Abstract
تُعدُّ اللغة في بعدها الإنسانيِّ أعظمَ اكتشافٍ وأَهمَّ وسيلةٍ تصف الرُقيِّ الفكريِّ والعلميِّ والاجتماعيِّ، واللغة هي الإِنسان، والإِنسان هو اللغة، وهي ميزة الإِنسان الكبرى؛ "إِنَّ الإِنسان لغةٌ، ويلزم هذه المقولة أَنَّ اللغة من كيان الإِنسان فلا إنسانيَّة من دون لغةٍ" . لذلك رأينا هناك اهتمامًا كبيرًا من الباحثين الذين يدرسون اللغة من جوانبها كلِّها المرتبطة بالإِنسان في بعديه؛ الزمانيِّ والمكانيِّ، محاولين خلق نظريّاتٍ تربط بين المكان والزمان اللغويَّين، إِن جاز الوصف.
وقد درس العلماء والباحثون اللغويون اللغة من حيث اتِّصالها وانفصالها، ومدى ارتباطها بالمجموعات الاجتماعية، ويعني ذلك؛ دراسة اللغة في ذاتها ولذاتها، ثمَّ دراستها من خلال تفاعلها في المجتمع، وبناءً على ذلك قاموا ببناء نظريّاتٍ خاصَّةٍ تهتمُّ بالجانب الاجتماعيِّ، واتّصال اللغات على مستوى اللغة الواحدة وعلى مستوى اللغات ككلٍّ، وقد سعت الدراسات اللسانيَّة الحديثة إلى الاهتمام أكثر باللغة في مستواها الاجتماعيّ؛ لأنَّ المجتمع بقيمه وفكره يؤدي الدور الأكبر في كلِّ جوانب اللغة. "إنّ المحور الحقيقي لديناميَّات اللغة، والذي تجعل منه أداة تعبيرٍ عن روح الجماعة، الذي يفرض ديمومتها أو اختفاءها هو ذلك النظام الخفيِّ للقيم والمستتر خلف الأَلفاظ والعبارات المحدِّدة لقواعد البناء اللفظيِّ والتعامل الأدبيّ" .
بدأت الدراسات الحديثة النظر إلى اللغة على أَساس أَنّها حلقةٌ في سلسلة النشاطات الإِنسانيَّة المنتظمة، بحيث تعكس الجوانب المجتمعيَّة كلِّها، وليست أداةً تحقِّق التفاهم والتواصل لأَفراد الجماعة فحسب، ونستطيع القول هنا: إِنَّ اللغة كمرآةٍ عاكسةٍ لفكر المجتمع الذي تعيش فيه، وفي الوقت نفسه المجتمع هو مادَّتها المكوِّنة لها، وأَصبح هناك محاولةً جادَّة من طرف علماء اللغة اللسانيّين لوضع أسسِ علمٍ جديدٍ من علوم اللسانيّات يهتمُّ بدراسة الواقع اللغويّ في أنماطه المتنوّعة، يطلق عليه اسم اللسانيّات الاجتماعيّة la-Scociolinguistique)) التي تبحث في كل ما يرتبط باللِسان وتحوُّلات اللغة وتقلُّباتها عبر الزمن والبيئة الاجتماعيَّة.
أمَّا دراستنا هذه فتأتي في إطار توضيح العلاقة التي تربط بين الجزئيّات الناتجة عن اتِّصال اللغات في بعدها الاجتماعيِّ، كالثنائيَّة اللغويَّة والازدواج اللغويِّ، وسنحاول الاقتراب أكثر من القارئ، من خلال تقصّي جوانب نظريّة ونماذج واقعيّة، تثير انتباهه إلى الجانب اللغويِّ في حياته، وتجعله قادرًا على تمييز اللغة واللهجة في واقعه، وتجعله مدركًا حقيقة التطوُّر اللغويِّ، وكيفيَّة إنتاج اللغات وتطوُّرها. كلُّ ذلك سنعرضه من خلال وصف محاور البحث وصفًا دقيقًا، ومن خلال نظريّاتٍ ذات علاقةٍ، ثمَّ عبر دراسةٍ واقعيةٍ للَّهجة الفلسطينيَّة المحكيّة داخل الأراضي الفلسطينيّة، وعلاقتها بالفصحى، وسنتّبع في ذلك كلِّه منهجًا وصفيًا مقارنًا.
الأهداف:
تهدف الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- التعرف إلى مفهوم اللسانيات الجماعية.
2- تحديد العلاقة بين اللغة العربية و (الثنائية اللغوية – الازدواج اللغوي).
3- بيان أهم النظريات والنماذج اللغوية الواقعية في مستوى الاتصال اللغوي .
4- الكشف عن حقيقة التطور اللغوي وإنتاج اللغات بصفة عامة .
5- التمييز بين اللغة العربية واللهجات بصفة عامة واللهجة الفلسطينية على وجه الخصوص.
الأهمية:
تكمن أهمية الدراسة في أنها:
1- الدراسة الأولى في حدود علم الباحث التي تدرس اتصال اللغات بشكلها الواسع.
2- قد تفتح هذه الدراسة مجالا واسعا أمام الباحثين للتوسع في دراسة الأبعاد الاجتماعية.
3- تعدد الفئات المستفيدة من هذه الدراسة ما بين أساتذة الجامعات من متخصصي علم اللغة ومعلمي اللغة العربية في المدارس الحكومية والعامة والخاصة.
4- الفائدة الكبيرة التي تعود على متخصصي اللغة العربية من خلال الكشف عن العلاقة بين اللغة العربية والثنائية اللغوية والازدواج اللغوي .
5- تثري هذه الدراسة المكتبة العربية بموضوعات جديدة وتفتح الآفاق لدراسات أخرى ذات علاقة بالموضوع.
الدراسات السابقة:
دراسة النتشة(2014مـ ) بعنوان:" العولمة وأثرها في اللغة العربية مدينة الخليل أنموذجا
أظهرت نتائج الدراسة ما يلي: شهدت العربية تباينا يسيرا بالمستوى اللغوي ووجود مستويين اثنين مختلفين اختلافا كليا وهي الفصحى والعامية مما أضعف لغتنا وجعلها فريسة سهلة للغة الانجليزية التي تجتاح اللغات المحلية ، اللغة الانجليزية أثرت في لغتنا العربية مما أدى إلى نقل كلمات كثيرة من الأجنبية إلى العربية مع استخدام أساليب وأنماط خاصة بالانجليزية إلى العربية.
دراسة جبار (2011مـ ) بعنوان:"الاقتراض في اللغة العربية".
أظهرت نتائج الدراسة ما يلي: الاقتراض ظاهرة لغوية طبيعية عرفت بين الشعوب منذ أقدم العصور ولا تكاد تخلو لغة من اللغات منها بفعل التأثير والتأثر بين الناطقين . إن الكلمة حين تقترض من لغة لأخرى تخضع لآثار البيئة والتفاوت الحضاري فضلا عن اختلاف الأصوات التي تتألف منها الكلمة المقترضة . ظاهرة الاقتراض توضح الأصيل و المقترض من اللغة ومعرفة موردها وسبب ورودها ودراسة المسار التاريخي لتغيير اللغة المقترضة. مصطلح الاقتراض يشتمل ثلاثة مصطلحات هي( المعرب- الدخيل- الأعجمي المولد) اللغة العربية على مر العصور تجدد تراثها اللفظي بطرق عديدة ومنها عن طريق التعريب الاقتراض من الفارسية واليونانية والسريانية وغيرها من اللغات المعاصرة فضلا عن اللغات السامية .
دراسة التميمي (2010مـ ) بعنوان:" أثر اللغة العربية في اللغات الحية، الانجليزية والاسبانية مثالا ".
أظهرت نتائج الدراسة ما يلي: إن اللغة العربية تمتلك من أسباب الحياة الداخلية ما يؤهلها لان تكون في مصاف اللغات العالمية الحية.، كما إنها تمتلك من أسباب الحياة الخارجية مما يجعلها في مصاف اللغات الأولى في العالم.، للغة العربية تأثيرا كبيرا على اللغة الانجليزية ولاسيما ما استعارته الأخيرة من ألفاظ إسلامية. وإنها ذات تأثير كبير وامتداد واسع في اللغة الاسبانية. اللغة العربية لغة مؤثرة وفاعلة في اللغات الحية وذلك بشهادة الكثير من المستشرقين الغربيين.
دراسة قدرماري (2008مـ ) بعنوان:" الأثر العربي في اللغات والثقافات الإفريقية ".
أظهرت نتائج الدراسة ما يلي: الأثر العربي قد تغلغل في اللغات والثقافات الإفريقية منذ زمن بعید ثم بلغ ذروة ذلك في الفترة من القرن الثالث عشر والتاسع عشر المیلادیین . ومن بعدها تراجع التأثير العربي بعض الشيء بفعل الاستعمار الغربي ، ولكنه عاد للتأثير بصورة قویة في الجانب الثقافي ، وبدأت اللغة العربیة تستعید مكانتها بعض الشيء في أجزاء إفریقیا الشرقیة والغربیة . أما جزؤها الشمالي فهو سیدالموقف لغةً وثقافة . ولما كان أكثر سكان إفریقیا على الدین الإسلامي .
دراسة الجريري (2006مـ ) بعنوان:" أثر العربية في العبرية المعاصرة ".
أظهرت نتائج الدراسة ما يلي: اليهود تأثروا بالعربية نحوا وشعرا في بلاد الأندلس. وكذلك تأثرت العبرية بالنظام الأبجدي العربي ونواظم العربية ( الضمائر – أدوات الاستفهام- أسماء الإشارة – الاسم الموصول- أدوات الربط) .